حاسبوهم  حتى لا يتكرر المشهد فما كل مرة تسلم الجرة  ( بقلم د.سليمان الشيخ حمدي )

اثنين, 12/06/2023 - 13:08

بسهولة قد تنزلق الأمور الى ما لا تحمد عقباه فاغلب النار من مستصغر الشرر كلمة بسيطة تحمل شحنة تحريض بادية تخاطب مشاعر فئات مهيجة أصلا بسب سيل التحريض الممنهج و خطاب الكراهية المتدفق بلا سبب ظنا من حامليه أنه اقصر الطرق الى الثراء الفاحش و الأضواء الملتهبة.

إن كلمة تحريض بسيطة في شكل مقطع (آكشن) يؤديها هذا (الناشط او تلك الناشطة) هذا الصحفي أو ذلك المدون  أيا يكن من تولى كبرها فله جمهور يحبون أن يسمعوا منه ويحب أن يسمعهم تناغم عجيب بين المتلقي واللاقي وهما الاثنان في هوى مقت الدولة وتخوينها وشيطنتها سوى، تلك الدولة التي تظلهم وتمنحهم الأمن والأمان وحرية التعبير أمنوا مكرها فهانت عليهم. 
هم تناسوا أن ما يدفعون إليه الدهماء دفعا سيكون مثل كرة الثلج وأن محصلته النهائية لن تبقي على أحد وأنه شر منفلت إذا وقع لن تنفعه حكمة ولن ترده سلطة فلينظروا إلى روندا ووسط وجنوب افريقيا والبوسنة والهرسك بل والولايات المتحدة الامريكية عندما سيطرت لغة التحريض والشحن الطائفي. 
على الدولة وقد عانت أسابيع تحت تأثير هذا الفعل الطائش تحريضا و كراهية وشيطنة أن تنزع قبعة الخصم التي أريد لها أن ترتديها في قضية عمر جوب و أشباهها لتلبس قبعة المشفق على المجتمع المؤتمن على كيان الدولة وعلى السكينة والأمن العامين وأن تلبس قبعة من ولي أمر هذه الرقعة التي تسبح في بحر متلاطم من الفتن والحروب.

 آن للدولة أن تأخذ حق الأغلبية المغيبة عن تحديد مصيرها أغلبية ترى ثلة من الافراد تتلاعب بمصيرها تغرقها في بحور الخوف أياما وهي تمطرها في مهاجعها بفيديوهات ومقاطع مفبركة من حروب أخرى تمطرها بسيل الويل والثبور القابع فوق الرؤوس ما ذنب مواطن  تحرق ممتلكاته وآخر يحرض عليه ليجد نفسه وسط غوغاء تنتهك عرضه وسلامة جسمه ما ذنب أولئك الذي عطلت مصالحهم وقطعت عنه الخدمات تحت ضغط فرملة شياطين المحرضين. 

لقد بانت الحقيقة بتقارير أجنبية لا دخل للدولة فيها تقارير كذبت التعذيب الذي نادى به المحرضون وسطروا فيه ملاحم  الصور والفيديوهات، كما كذبت قصص الشحن العاطفي و الأراجيف التي غطت الحقيقة ووضعتها في سياق آخر كان عنوانه حقوق الأطفال الأيتام  والأسرة الأرملة و الإعالة ، رواية سحب عمر جوب من منزله كانت كاذبة هي الأخرى  كما كذبت رواية التعذيب على جسده فليس به أي تعذيب كذبت رواية الهجرة والمبالغ النقدية و الابتزاز كذبت رواية موته تحت التعذيب في المفوضية، تهاوت حجج أقلام الفتنة والتأجيج الشرائحي كما تهاوت كتابات (صحافة) الإثارة و الإجارة ليكتمل مشهد السقوط الكبير بسقوط من إتمنهم  الشعب على تمثيله و السير به نحو مستقبل مشرق يملأه الاخاء والمحبة عندما هانت عليهم السكينة و السلام المجتمعي ليتاجروا في سوق الصراع الطائفي و الحرب الأهلية.
أخيرا وقد اصبحت هناك حقائق واقعية وبينات واضحة واتضح الغث من السمين و العير من الجواد فإن من حق المواطن العادي ومن حق العامة من الشعب، من وضعوا أيديهم على قلوبهم وهم يرون السكينة والأمن والتعايش ينتهك عروة عرة، من حق هؤلاء أن يحصنوا ضد أمثال اولئك المحرضين كما من حقهم أخذ حقهم ممن سلبوهم الامن والأمان والسكينة أسابيع و لا زالوا يمشون مطمئنين دون حساب أو عقاب.
على الدولة أن تقدم كل من حرض او دفع للتحريض او أعان عليه أو مشى في مواكبه إلى محاكمة عادلة خاصة بعد أن بان كذب وتلفيق كل ما اسندوا عليه بضاعتهم النتنة،  وبهذا سيطمئن المواطن الذي أصبح يخاف أقلام و ألسنة هؤلاء بل و يستجديهم السكوت و عدم التحريض وهم سادرون في غيهم.
 إن محاسبة هؤلاء أصبحت مطلبا ملحا بل إنها تمثل إغلاقا لباب شره مستطير فما كل مرة تسلم الجرة.  
د.سليمان الشيخ حمدي