تفقدت معالي وزيرة البيئة السيدة لاليا عالي كمرا اليوم الثلاثاء عددا من المواقع النموذجية لانتاج الشتلات الموجهة لغرس الأشجار ضمن تدخلات الوكالة الوطنية للسور الاخضر الكبير في مجال التثبيت البيولوجي الرمال على مستوى مسارها في مناطق التدخل.
وشملت هذه الزيارة محمية جابر التي تضم 50 هكتارا تم فيها القيام بعمليات الغرس والبذر المباشر ضمن فعاليات الأسبوع الوطني للشجرة من خمسة أصناف من الأشجار المحلية وهي التيشط والطلح والسدر وأشجار القتاد والسدر.
وتدخل محمية جابر ضمن المواقع النموذجية الأربعة التي تم أنشأؤها من قبل الوكالة الوطنية للسور الاخضر الكبير على مستوى ولاية اترارزة لضمان انتاج الشجيرات الموجهة للغرس على طول مسارها في الولاية .
وتشمل هذه المزارع النموذجية تاكلالت التي تنتج عشرين ألف شجيرة واركيز التي تنتج عشرين ألف شجيرة إضافة إلى مزرعة مفتاح الخير لانتاج 35 ألف شجيرة ومزرعة لعويفية التي تبلغ طاقة انتاجها 15 الف شجيرة كلها من الأصناف المحلية وجاهزة للغرس خلال الحملة السنوية الحالية للتشجير.
وأكدت معالي وزيرة البيئة في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء في أعقاب هذه الزيارة أن هذه المزارع النموذجية لانتاج الشتلات تجسد التزام قطاعها والمتدخلين الآخرين بالمحافظة على البيئة واستخدام كل الوسائل المتاحة لمكافحة ظاهرة التصحر وتدهور الاراضي في البلاد .
وقالت إنها فرصة للقيام بعمليات الغرس والبذر المباشر طيلة شهر أغسطس بدل أسبوع واحد حيث يطلب من كل مواطن ان يغرس شجرة لضمان ترجمة إتزاماته اتجاه محيطنا الطبيعي وغطائنا النباتي واستعادة نظمنا البيئية.
وأوضحت أن موريتانيا بلد صحراوي بنسبة اكثر من 80٪ مع وجود عشر ولايات زراعية رعوية مهددة هي الأخرى بالتصحر وفقدان القليل من الغابات المتوفرة حيث كانت البلاد تتوفر على ثلاثين غابة مصنفة قبل الإستقلال على مساحة تقدر بأكثر من 40 ألف هكتار واليوم لا يتوفر من هذه الغابات سوى عدد قليل وهو ما يعني خطورة الوضع..
ونبهت الى أن الاحتفال بالاسبوع الوطني للشجرة فرصة لتوجيه النداء الى كافة السكان والقوى الحية في البلاد من أجل غرس الأشجار وهو أمر في متناولنا، مبينة أن الولايات الزراعية الرعوية الموريتانية يمكن ان تصبح خزانا للحبوب والمحاصيل الزراعية تقتات عليها البلاد وما سواها.
وأوضحت أن هذا الاسبوع لا ينتهي في الثامن من الشهر الجاري بل هناك نشاطات ذات صلة سيتم القيام بها في مجال التحسيس والغرس عبر المندوبيات الجهوية لوزارة البيئة في عموم الولايات الداخلية جنبا إلى جنب مع السكان المحليين،حيث تم اصدار تعليمات الى كل المندوبيات الجهوية من أجل إعداد شتلات يتراوح انتاجها ما بين 10 آلاف شجيرة الى 40 ألف شجيرة منذ شهر مارس الماضي ليتم غرسها مع بداية التهاطلات المطرية .
وبينت السيد لاليا عالي كمرا ان قطاعها يسعى الى غرس 20 ألف هكتار خلال الحملة السنوية للتشجير الى جانب غرس 10 ملايين هكتار في إطار برنامج الوكالة الوطنية للسور الاخضر الكبير لأفق 2030 بالإضافة إلى بعض المشاريع التي تواكب قطاع البيئة كمشروع المناطق الرطبة ومشروع صندوق البيئة العالمي وغيرهما.
وأشارت في الختام الى أهمية الدور الذي يجب أن تلعبه السلطات الإدارية والمحلية والتنظيمات المهنية وكل الفاعلين في المحافظة على البيئة وحمايتها ضد التصرفات اللامسؤولة لبعض المواطنين سيما وأنه تم توفير الغاز البوتان بكثرة في مدننا وقرانا ،بتعليمات سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للتقليل من الضغط على مواردنا الغابوية،مما يجعل القطع العشوائي للأشجار قصد الطهي المنزلي لم يعد مقبولا.