كشفت وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية، عن توقيع اتفاق مع ائتلاف مكون من 3 شركات صينية، لإنجاز مصنع بولاية بشار في الجنوب الغربي، يقوم بتحويل خام حديد منجم غار جبيلات الضخم، بقيمة استثمارية تصل إلى مليار دولار.
وذكرت الوزارة في بيان لها أن الوفد الصيني قام بمعاينة القطعة الأرضية المخصصة، لإنشاء وحدات المعالجة والتحويل التي سيتم إنجازها بشراكة جزائرية صينية، بين الشركة الوطنية للحديد والصلب “فيرال”، والائتلاف الصيني “سي أم أش”. وخصصت ولاية بشار، وفق نفس المصدر، قطعة أرضية بمساحة تقدر بـ1000 هكتار لإنجاز وحدات تحويل ومعالجة خامات حديد منجم غار جبيلات.
وأبرزت أن المشروع سيتضمن إنجاز مركب إنتاج المواد النصف مصنعة “البلاطات”، والذي سيتربع لوحده على مساحة تقدر بـ70 هكتارا، وبمبلغ استثماري أولي بحوالي 1 مليار دولار، وبطاقة إنتاج تبلغ مليون طن من المواد النصف مصنعة، حيث سيتم إنجازه في مدة تقارب 36 شهرا، بالاعتماد على اليد العاملة المحلية، وخلق ما يزيد عن 1000 فرصة عمل مباشرة.
ويتكون الائتلاف الصيني “سي أم أس” من ثلاث شركات صينية هي “سي في إ” و” أم سي سي” وهاي داي سولار”، بينما يتمثل الشريك الجزائري في الشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال)، وهي فرع مجمع مناجم الجزائر. وقد تم بين الطرفين، الإمضاء على اتفاقية شراكة لإنشاء شركتين مختلطتين جزائرية صينية، الأولى لاستغلال منجم غار جبيلات بتندوف، والثانية لإنجاز مركب لتحويل خامات حديد منجم غار جبيلات إلى مواد نصف مصنعة (البلاطات)، بولاية بشار.
وأوضح المدير العام للشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال)، أحمد بن عباس أنه تم توقيع عقد لإنجاز شطر من خط السكة الحديدية بطول 200 كم انطلاقا من بشار، على أن يتم التوقيع على عقد آخر في الأسبوعين القادمين لإنجاز شطر آخر بمسافة 170 كلم. وإلى أن يستكمل الإنجاز، سيتم نقل المادة الخام من منجم غار جبيلات غرب الى مصنع بشار بالشاحنات.
ووفق المدير العام للشركة الوطنية للحديد والصلب، فإن ما يميز هذا المنجم أنه سطحي على عمق لا يتجاوز 12 مترا، ما يجعل “تكاليف استخراج الخام هي من الأقل عالميا”. وقد يكون الإشكال الوحيد، وفق المسؤول أن نسبة الفوسفور في خام الحديد تعادل 0.8% بينما تتطلب صناعة الصلب نسبة فوسفور لا تتجاوز 0.1%، حيث يتم حاليا معالجة الخامات باستعمال تقنيات خاصة من أجل ضمان نوعية جيدة للمنتوج.
وشرعت الجزائر رسميا في يوليو من العام الماضي في استغلال منجم غار جبيلات الذي يتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ15 ألف هكتار، حيث سيتم في المرحلة الأولى استغلال 5 آلاف هكتار منه، باحتياطات مقدرة بمليار طن من الحديد الخام. وهذا المنجم الضخم مقسم إلى ثلاثة مناطق، وسط، شرق وغرب، بمساحة تقدر بـ40 ألف هكتار، مع سهولة في الاستغلال لتواجدها في فضاء مفتوح، مع احتياطات تقدر بـ3.5 مليار طن.